المخاطر الصحية المحدقة بالشباب
صحيفة وقائع رقم 345
آب/أغسطس 2010
--------------------------------------------------------------------------------
الحقائق الرئيسية
يقضي أكثر من 1.8 مليون شاب من الفئة العمرية 15-24 سنة نحبهم كل عام لأسباب عدة منها، أساساً، أسباب يمكن توقيها.
تعيش نحو 16 مليون فتاة من الفئة العمرية 15-19 سنة تجربة الولادة كل عام.
من الملاحظ أنّ 40% من الإصابات الجديدة بفيروس الأيدز التي سُجّلت في عام 2008 ألمّت بشباب من الفئة العمرية 15-24 سنة.
يواجه نحو 20% من المراهقين، في مرحلة ما، مشكلة من مشاكل الصحة النفسية أشيعها الاكتئاب أو القلق.
هناك نحو 150 مليون من الشباب الذين يتعاطون التبغ.
يهلك نحو 565 شاباً من الفئة العمرية 10-29 سنة كل يوم جرّاء العنف الذي يمارسه بعضهم ضدّ بعض.
تتسبّب الإصابات الناجمة عن حوادث المرور في وقوع نحو 1000 حالة وفاة بين الشباب كل يوم.
--------------------------------------------------------------------------------
نبذة عامة
ينعم معظم الشباب بصحة جيّدة. غير أنّ كل عام يشهد وفاة أكثر من 1.8 مليون شاب من الفئة العمرية 15-24 سنة. وهناك عدد هائل من الشباب الذين يعانون من أمراض تعرقل قدرتهم على النمو والنماء بالشكل الكامل. ولا يزال عدد كبير منهم ينتهجون سلوكيات لا تعرّض أحوالهم الصحية للخطر في الوقت الراهن فحسب، بل كذلك في السنوات المقبلة. وهناك علاقة بين نحو ثلثي الوفيات المبكّرة وثلث إجمالي عبء المرض الذي ينوء به البالغون وبين أمراض أو سلوكيات بدأت في مرحلة الشباب، بما في ذلك تعاطي التبغ أو نقص النشاط البدني أو ممارسة الجنس دون الاحتماء أو التعرّض للعنف.
والمعروف أنّ تعزيز الممارسات الصحية أثناء المراهقة واتخاذ الخطوات اللازمة لتحسين حماية الشباب من المخاطر الصحية من الأمور الحاسمة الأهمية لضمان صحة البلدان وضمان البنية التحتية الاجتماعية في المستقبل وتوقي المشاكل الصحية عند الكبر.
وفي عام 2002، أقرّت الدورة الاستثنائية المعنية بالطفل التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالحاجة إلى "وضع وتنفيذ سياسات وبرامج وطنية بشأن صحة المراهقين، تشمل أهدافاً ومؤشرات، من أجل النهوض بصحتهم البدنية والعقلية".
ومن الأُطر الهامة لتحسين صحة الشباب المرامي الإنمائية للألفية التي يتعلّق مرميان منها، بشكل خاص، بصحة الشباب.
يتمثّل المرمى 5 في إتاحة خدمات الصحة الإنجابية للجميع، علماً بأنّ أحد مؤشراته هو معدل الحمل بين الفتيات من الفئة العمرية 15-19 سنة.
يتمثّل المرمى 6 في وقف انتشار الأيدز والعدوى بفيروسه، ومن مؤشراته الحدّ بنسبة 25% من الإصابات بين الشباب، ويحدّد ذلك الهدف نسبة الشباب من الفئة العمرية 15-24 سنة ممّن ينبغي أن تكون لديهم معارف شاملة وصحيحة بشأن الأيدز والعدوى بفيروسه.
كما يُعد حق جميع الشباب في الصحة من الحقوق المنصوص عليها في الصكوك القانونية الدولية. ففي عام 2003، أصدرت اللجنة المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل تعليقاً عاماً تم الاعتراف فيه بالاحتياجات الصحية والنمائية والحقوق الخاصة للمراهقين والشباب. وما يزيد في دعم تلك الحقوق اتفاقية القضاء على جميع أشكال التميز ضدّ المرأة والحق في الصحة.
القضايا الصحية التي تؤثّر في الشباب
يرد أدناه بعض من القضايا الصحية الرئيسية التي تؤثّر في الشباب.
الحمل والولادة في مراحل مبكّرة
تعيش نحو 16 مليون فتاة من الفئة العمرية 15-19 سنة تجربة الولادة كل عام- ما يقارب 11% من مجموع الولادات التي تُسجّل في جميع أنحاء العالم. وتحدث الغالبية العظمة من الولادات التي تُسجّل بين المراهقات في البلدان النامية. وتفوق مخاطر وفاة المراهقات جرّاء أسباب لها علاقة بالحمل مخاطر وفاة النساء الأكبر سناً جرّاء الأسباب ذاتها. فكلّما كان عمر المراهقة منخفضاً أثناء الحمل زادت نسبة المخاطر المحدقة بها. ومن الأمور التي يمكنها الإسهام في خفض حالات الحمل المبكّرة للغاية سنّ وإنفاذ قوانين تحدّد السنّ الأدنى للزواج وتحسين فرص الحصول على المعلومات والخدمات الخاصة بمنع الحمل. وينبغي تزويد المراهقات اللائي حملن فعلاً بخدمات جيّدة في الفترة السابقة للولادة وبقابلة ماهرة لمساعدتهن في الولادة. أمّا المراهقات اللائي يرغبن في وقف الحمل فينبغي تزويدهن بخدمات الإجهاض المأمون، إذا ما كان القانون يسمح بذلك.
فيروس الأيدز
من الملاحظ أنّ 40% من الإصابات الجديدة بفيروس الأيدز التي سُجّلت في جميع أنحاء العالم في عام 2008 ألمّت بشباب من الفئة العمرية 15-24 سنة. ولا يمرّ يوم واحد إلاّ ويشهد إصابة 2500 شاب آخر بذلك الفيروس وهناك، على الصعيد العالمي، أكثر من 5.7 مليون من الشباب المتعايشين مع الأيدز والعدوى بفيروسه. ولا بدّ أن يعرف الشباب كيف يحموا أنفسهم وأن تُتاح لهم الوسائل اللازمة لذلك. ومن تلك الوسائل العوازل التي تمكّن من توقي سراية الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي، والإبر والمحاقن النظيفة لمن يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن. ولا يملك سوى 30% من الفتيان و19% من الفتيات، حالياً، المعارف الشاملة والصحيحة التي يحتاجونها لحماية أنفسهم من الفيروس. وتحسين فرص الحصول على خدمات التحرّي وخدمات المشورة ذات الصلة من الأمور التي تمكّن الشباب من معرفة حالتهم فيما يخص فيروس الأيدز وتساعدهم على الحصول على ما يحتاجونه من خدمات الرعاية، وتوقي زيادة انتشار الفيروس. كما ينبغي، حيثما تسهم الظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في زيادة تعرّض الشباب لعدوى فيروس الأيدز، انتهاج استراتيجية وقائية فعالة من أجل التصدي لتلك العوامل أيضاً.
سوء التغذية
يدخل كثير من الصبيان والبنات، في البلدان النامية، مرحلة المراهقة وهم يعانون سوء التغذية، ممّا يجعلهم أكثر عرضة من غيرهم لمخاطر الأمراض والوفاة المبكّرة. وعلى عكس ذلك يزداد تعرّض الشباب، في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المرتفعة الدخل على حدّ سواء، لفرط الوزن والسمنة (شكلان آخران من أشكال سوء التغذية التي تؤدي إلى عواقب صحية وخيمة وتفرض، على المدى البعيد، أعباءً مالية فادحة على النُظم الصحية). ومن الأسس التي تمكّن من ضمان صحة جيّدة عند الكبر البدء بانتهاج عادات التغذية المناسبة والنظام الغذائي الصحي والنشاط البدني في مرحلة الشباب. كما أنّ من الأهمية بمكان توقي المشاكل التغذوية بإسداء المشورة وتوفير الأغذية ومكمّلات المغذيات الزهيدة المقدار (للمراهقات الحوامل مثلاً)، والكشف عن المشكلات الصحية (مثل فقر الدم) وتدبيرها بسرعة وفعالية عند وقوعها.
الصحة النفسية
يواجه نحو 20% من المراهقين، في مرحلة ما، مشكلة من مشاكل الصحة النفسية أشيعها الاكتئاب أو القلق. وما يزيد من مخاطر التعرّض لتلك المشاكل تجارب العنف والإذلال والإنقاص من القيمة والفقر، كما أنّ الانتحار يمثّل أحد أهمّ أسباب وفاة الشباب. ومن الأمور التي يمكنها المساعدة على تعزيز الصحة النفسية بناء مهارات الحياة لدى الأطفال والمراهقين وتزويدهم بالدعم النفسي الاجتماعي في المدارس والأماكن المجتمعية الأخرى. وينبغي، إذا ما ظهرت مشاكل ما، الكشف عنها وتدبيرها من قبل عاملين صحيين أكفاء من ذوي المؤهلات في هذا المجال.
تعاطي التبغ
تبدأ الغالبية العظمة من مستخدمي التبغ تعاطي تلك المادة في مرحلة المراهقة. وهناك، حالياً، أكثر من 150 مليون من الشباب الذين يتعاطون التبغ، وهذا العدد في تزايد في شتى أنحاء العالم، ولاسيما بين الفتيات. والجدير بالذكر أنّ نصف أولئك الشباب سيقضون نحبهم في مراحل مبكّرة نتيجة تعاطي التبغ. والمعروف أنّ حظر الإعلان عن التبغ ورفع أسعار منتجات التبغ وسنّ قوانين تمنع التدخين في الأماكن العامة من الأمور التي تسهم في تخفيض عدد الأشخاص الذين يشرعون في تعاطي تلك المنتجات. كما تسهم تلك التدابير في تقليص كميات التبغ التي يستهلكها المدخنون وزيادة أعداد الشباب الذين يقلعون عن التدخين.
تعاطي الكحول على نحو ضار
يزداد انتشار ظاهرة شرب الكحول على نحو ضار بين الشباب في كثير من البلدان. وتتسبّب تلك الظاهرة في فقدان القدرة على ضبط النفس وزيادة السلوكيات المحفوفة بالمخاطر. والجدير بالذكر أنّ شرب الكحول على نحو ضار من أهمّ الأسباب الكامنة وراء وقوع الإصابات (بما في ذلك الإصابات الناجمة عن حوادث المرور) والعنف (لاسيما العنف المنزلي) والوفيات المبكّرة. وحظر الإعلان عن الكحول وتنظيم إمكانيات الحصول عليه من الاستراتيجيات الفعالة للحدّ من انتشار تلك الظاهرة بين الشباب. ويمكن الإسهام في الحدّ من تلك الظاهرة بتقديم نصائح وتوجيهات موجزة لدى الكشف عنها.
العنف
العنف من الأسباب الرئيسية لوفاة الشباب، ولاسيما الذكور منهم: فلا يمرّ يوم واحد إلاّ ويشهد وفاة نحو 565 شاباً من الفئة العمرية 10-29 سنة جرّاء العنف الذي يمارسه بعضهم ضدّ بعض. وهناك، لكل حالة وفاة تحدث جرّاء العنف، نحو 20 إلى 40 من الشباب الذين يتعيّن علاجهم في المستشفى من إصابات لها علاقة بالعنف.
ومن الأمور التي يمكنها المساعدة على توقي العنف تعزيز التواصل بين الآباء والأطفال في المراحل المبكّرة من حياتهم وتدريب الأطفال لإكسابهم مهارات الحياة اللازمة، والحدّ من إمكانية حصولهم على الكحول ووسائل القتل، مثل الأسلحة النارية. كما أنّ تزويد ضحايا العنف من المراهقين بخدمات الرعاية التي تراعي حساسيتهم والاستمرار في دعمهم من التدابير التي يمكنها الإسهام في معالجة آثار العنف الجسدية والنفسية على حدّ سواء.
الإصابات
الإصابات غير المُتعمّدة من أهمّ أسباب الوفاة والعجز بين الشباب. وتودي حوادث المرور بحياة زهاء 1000 شاب كل يوم. وتقديم النصائح إلى الشباب بشأن القيادة بأمان، وتوخي الصرامة في إنفاذ القوانين التي تحظر القيادة تحت تأثير الكحول والمخدرات، وزيادة فرص الاستفادة من وسائل النقل الموثوقة والآمنة من الإجراءات الكفيلة بالحدّ من حوادث المرور التي تُسجّل بين الشباب. ويمكن، إذا وقع حادث من حوادث المرور، إنقاذ حياة المصابين بتسريع حصولهم على الخدمات الفعالة من خدمات رعاية الرضوح.
استجابة منظمة الصحة العالمية
تضطلع منظمة الصحة العالمية بطائفة من الوظائف من أجل تحسين صحة الشباب ومنها:
حساب عدد الشباب الذي يتوفون ويتعرّضون للأمراض والإصابات، وعدد الشباب الذين ينتهجون ممارسات يمكنها أن تعرّضهم للأمراض أو الإصابات في المستقبل. ويشمل ذلك أيضاً تقدير العوامل المجتمعية التي تعرقل أو تساعد صحة المراهقين ونمائهم.
تحديد أكثر السُبل فعالية في تعزيز صحة الشباب، وتوقي المشكلات الصحية، والاستجابة لها عند حدوثها؛
استحداث الأساليب والأدوات التي يمكن استخدامها لتطبيق البيّنات في البلدان؛
ضمان وجود ما يلزم من مجموعات الأفراد والمؤسسات القادرة على تطبيق تلك البيّنات في البلدان؛
إذكاء الوعي العام، ووعي الفئات الخاصة، بالقضايا ذات الصلة؛
بناء فهم متبادل بين الشركاء وشعور متبادل بالهدف المنشود من الإجراءات التي يتعيّن القيام بها؛
دعم البلدان في صوغها للسياسات والبرامج وتنفيذها ورصدها وتقييمها.