منتدى نجوم الونشريس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نجوم الونشريس

يحتوي على كل شيء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  نــور القــرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
SILLA*14*

SILLA*14*


عدد المساهمات : 83
تاريخ التسجيل : 31/05/2011
العمر : 26
الموقع : في دارنا

 نــور القــرآن Empty
مُساهمةموضوع: نــور القــرآن    نــور القــرآن Icon_minitimeالجمعة يونيو 03, 2011 8:51 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

في حق من زعم أن لله ولد فعظم القرآن هذه القضية أيما تعظيم لأنه أراد بذلك أي القرآن أن يثبت عظمت الربوبية وتوحيد ربنا جل وعلا وأنه تبارك وتعالى كما قال عن ذاته العليّة ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَّمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (سورة الإخلاص1: 4) من تدبر القرآن ورزق نوره تبين له كيف أن الله جل وعلا بين أن القول بأن لله ولد من أعظم الكفر قال الله (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً *تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً *وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) (سورة مريم 88 : 92) لمــا (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) (سورة مريم: 93) الأبوة في المخلوقات مركب نقص يحتاج كل أحد إذا كبر إلى من يعينه على تقدم السن ويحتاج كل أحد إلى من يؤازره ويحتاج كل أحد إلى من يعينه فلهذا رزق الله من رزق نعمة الإنجاب لكن الله جل وعلا غني ولهذا لما ذكر قولهم بأن لله ولد قال جل ذكره ( سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ ) (سورة يونس: من الآية 68) فربنا تبارك وتعالى غني عن الصاحبة غني عن الولد وعظم هذه الفرية والقائلين بها وتوعدهم جل وعلا بأعظم العذاب النصارى أكثر من حمل لواءها آخذين من شبهة أن عيسى عليه السلام ولد من غير أب حتى إنهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم شدوا الرحل من نجران إلى مسجده يريدون أن يحاجوه في هذه المسألة وقالوا ما يمنعنا أن نتبعك وذكروا أسباباَ أعظمها أنهم قالوا قولك أن عيسى عبد الله ورسوله وهم يرون أن عيسى ابن الله فلما أراد الله أن يجيبهم في كتابه العظيم أنزل صدر سورة آل عمران فبدأت السورة أول ما بدأت بعد الحروف المتقطعة قال الله (الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (سورة آل عمران1: 2) ففسر الخطاب قبل أن تأتي المجادلة والأخذ والعطاء معهم (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(سورة آل عمران:2 )ثم بين جل وعلا مننه على عباده (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ) (سورة آل عمران: من الآية 3) ثم أخبر الله جل وعلا أنه هو الذي يصور في الأرحام وهم يعترفون أن عيسى عليه السلام حواه الرحم حواه رحم أمه مريم فبدأ الله جل وعلا يخبر بأنه هو الذي يصور في الأرحام فالرب هو المصور وما عيسى إلا قد كان مصوراَ في الرحم قال الله (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(سورة آل عمران: 6) ثم بين جل وعلا أن قولهم وتمسكهم بحجة أنك قلت إن عيسى كلمة من الله ليس فيه حجة هذا من متشابه القرآن الذي يجب أن يرد إلى محكمه قال الله جل وعلا (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا )(سورة آل عمران: من الآية 7) ثم ذكر القرآن بعد ذلك التودد إلى من يخاطب بالقرآن فأثنى الله على مريم وأثنى على آل عمران جميعا (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)(سورة آل عمران: 33) ثم ما زالت الآيات تتابع حتى تقيم الحجة عليهم ثم قال الله (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ )(سورة آل عمران 59: 61) وجاءت آية المباهلة موضوع الشاهد أن الله جل وعلا رد عليهم تبارك وتعالى بهذه الآيات البينات حتى يعلم أن من أعظم الفرى على الله القول بأن لله ولد تعالى الله عما يقولون علواَ كبيراَ من دلائل القرآن إثبات البعث والنشور :
فقد أثبت الله جل وعلا في كلامه العظيم قضية البعث والنشور وجاء بها في أكثر من آية وسورة وفي القرآن المكي أكثر لما؟ لأن الأنبياء جميعاَ جاءوا بقضايا ثلاث اجتمعت عليها كلمتهم إثبات التوحيد لله وإثبات النبوة والرسالات للأنبياء وإثبات المعاد البعث والنشور وحتى يعلم كل أحد أن الله جل وعلا منزه عن العبث فإن خلق الخلق وإنزال الرزق والتكليف ثم لا يكون بعث ولا نشور هو العبث بعينه لكن الله جل وعلا منزه عن العبث قال الله (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)(سورة المؤمنون: 115) فمن أراد أن يعظ أحد من أراد أن يعظ نفسه قبل أن يعظ الناس لا يذكرها بشيء أعظم من أنه لابد من الرجوع إلى الله و والله ما منع الصالحين أن يفجروا إلا علمهم أنهم سيرجعون إلى الله وما جعل أهل الفجور يفجروا إلا لجهلهم بأن هناك رجوع إلى الله قال الله في سورة مكية من أوائل ما أنزل قال (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى)(سورة العلق: Cool كم سيعمر كم سيخلد كم سيبقى إلى ما ينتهي غناه إلى ما يكون ماله إلى ما يكون ولده إلى ما يكون جاهه إلى ما ستمتد إمرته كل ذلك سيزول ثم قال الملك الذي لا يحول ملكه ولا يزول (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى)(سورة العلق: Cool دعه يقول ما شاء ويعش ما كتب الله له ويفتري علينا ما افترى فإن المصير إلينا قال ربنا جل وعلا (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)(سورة الغاشية25: 26) فما يخوف أحد بأعظم من التخويف من الرجعى إلى الله ، الذي يجعل الرجل يقوم من فراشه ليتوضأ ويصلي بين يدي الله علمه يقينه أنه سيرجع إلى ربه وسيجد عند الله ثواباَ لهذا العمل ولو علم من يعصِ الله حقا أنه سيرجع إلى الله وسيجد عقاب ذلك العمل لأقصر عما هو فيه فالإيمان واليقين يتفاوت ويختلف من قلب عبد إلى قلب عبد آخر لكن القضية التي أثبتها القرآن (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ )(سورة التغابن: من الآية 7) فأقسم الله جل وعلا بل أمر نبيه بالقسم في ثلاث مواضع في كتابه في يونس وسبأ و التغابن وكلها كل القسم يدور حول فلك الإيمان بالبعث والنشور هذه القضية حملتها قريش حملاَ عظيماَ وجعلتها قضيتها الأولى لأنهم قوم وثنيون حتى كما هو مشهور معروف في الأخبار أن العاص بن وائل جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وفي يده حفنة من عظام قد أرمت فقال يا محمد أتزعم أن ربك يحيي هذه بعد موتها ثم نفخ فيها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم نعم ويبعثك ويدخلك النار وأنزل الله (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ )(سورة يس77: 78) أي خلق ؟ الخلق الأول من الذي أوجدك وهو يعترف قطعا أنه لم يخلق نفسه (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) (سورة الطور: 35) هو يعترف أنه لم يخلق نفسه ومع ذلك استكبر أن يعترف بأن الذي خلق الخلق الأول قادر على أن يحييه قال الله جل وعلا (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)(سورة يس:78 ) جاء الجواب القرآني (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (سورة يس: 79) ثم ضرب لهم مثلا مما يعيشون فهم كانوا يأتون إلى المرخ والعفار نباتان ثم يوقدون منها والمرخ والعفار نبات أخضر فيجعل الله منه النار كانوا يقولون :



في كل نبت نــار واستمجد المرخ والعفار

يعني هذان النبتان أفضل مما يوقد فحاجهم الله بما يرونه قال (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) (سورة يس: 80) ثم نقلهم إلى مثل أعلى قال (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ )(سورة يس: من الآية 81) ولم يدعهم يجيبوا به أجاب جل وعلا ذاته العليّة بنفسه قال (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ )(سورة يس: من الآية 81) قال ( بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)(سورة يس: من الآية 81)ثم ذكر قدرته جل وعلا وأن أمره بين الكاف والمنون وموضوع الشاهد من هذا السياق أن هذه من أعظم القضايا التي عني بها القرآن فاقتباسها والإيمان بها نهل من معين القرآن واقتباس من نوره لأن الإنسان إذا أراد أن يعرف كيف ينتفع بالقرآن فلينظر في القضايا التي عظمها القرآن وليبدأ بها فما عظمه الله من قضايا هو العظيم وهو الذي أثرها يكون حميدا أما أن يقرأها الإنسان ويقول أنا أصلا أؤمن بالبعث والنشور ولا حاجة لي بها قد علم الله أن كتابه هذا سيبقى بل تكفل بحفظه فما أكثر الله جل وعلا من ذكرها في مواطن عدة إلا لعلمه تبارك اسمه وهو منزل الكتاب أن في هذا أثرا جماَ عظيماَ على القلوب ولهذا قال الله جل وعلا حتى في قطر السماء حتى في الغيث ذكر الغيث ومنته على رحمته قال (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا )(سورة الروم: من الآية 50) ثم بين قال ( إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى )(سورة فصلت: من الآية 39) فجعل جل وعلا ما يرونه من نزول القطر من السماء قرينة عظمى على أنه جل وعلا قادر على أنه يبعث من في القبور وقد قال جل وعلا في سورة الحج ( وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ)(سورة الحج: من الآية 7) هذا ثالث القضايا .
من القضايا التي يستعين المؤمن ربه جل وعلا في فقهها من كلام الله تبارك وتعالى الإيمان بأن الله جل وعلا اصطفى هؤلاء الرسل وجعلهم في القدوة المثلى والنموذج الأكمل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ومن اختارهم الله وأثنى عليهم كان لزاماَ علينا أن ننظر في هديهم فنهتدي بهم فلو لم يكن هديهم هدياَ لما أمرنا الله جل وعلا بالاهتداء بهم ولما كان لثناءه عليهم جل وعلا شيء يرتضى وقد ذكر الله جل وعلا خمسة وعشرين نبياَ ورسولاَ في كتابه العظيم ثم انظر إلى عظمة القرآن ما جاء بهم على سياق واحد فهذا مثل في صبره على السقم والمرض وهذا مثل في شكره لله على نعمة النبوة والملك وهذا مثل في الانقطاع إلى الله إذا انتفت الأسباب وهذا مثل في توحيده لربه جل وعلا وهو الخليل إبراهيم وهكذا كل أنبياء الله ولما علم الله أن حياتنا لن تخلو من عثرات ولن تسلم من خطيئات جعل أحد أنبياءه يخالف الأولى ويقع منه شيء من الخطأ حتى يعلمنا ربنا جل وعلا بذكر سيرته وأخباره علينا كيف نتوب إلى الله جل وعلا إذا أخطأنا (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)(سورة الأنبياء: 87) جمع حقائق ثلاث الاعتراف بالله جل وعلا بالربوبية والتوحيد وتنزيه الله جل وعلا عن كل نقص والاعتراف بالذنب وحتى يعلم أنه ليس المقصود يونس لوحده قال جل وعلا ( وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)(سورة الأنبياء: من الآية 88) كل من ازدلف إلينا كما ازدلف يونس وآب إلينا كما آب يونس ورجع إلينا كما رجع يونس فنحن نقبل التوبة ونمحو الذنب ونكفر الخطيئة ونرفع الدرجات(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ )(سورة الشورى: من الآية 25) تبارك اسمه وجلّ ثنائه هؤلاء الرسل من منة الله عليهم أنهم عاشوا قبل أن ينبئوا وهم لا يعلمون قطعاَ أنهم سيصبحوا رسلاَ وهذا يدل على أن لله فضلا محضا يؤتيه من يشاء من عباده فلا محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وهو يغدو ويروح في بيت أمه قبل أن تموت ولا في بيت جده قبل أن يتوفى ولا في حماية عمه قبل أن ينبأ عليه السلام ولا وهو يمضي مع أقرانه ولا وهو يرعى الغنم على قراريط لأهل مكة قد دار في خلده يوماَ أن الله جل وعلا سيكرمه بالنبوة والرسالة وسيجعله خاتم النبيين وإمام المرسلين كل ذلك لم يدر بخلده يوماَ من الدهر( مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ )(سورة الشورى: من الآية 52) هذا كله يدل على أن لله فضلا محضا يؤتيه من يشاء فالنبوة والرسالة فضل محض يؤتيه الله تبارك وتعالى من يشاء من عباده لكن فضل النبوة والرسالة انقطع وانتهى بدليل قول الله (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) (سورة الأحزاب: من الآية 40) بقي ما دونها من الفضل فإن الله قد يصطفي بعض عباده لبعض الفضل ولو لم يكن منهم سبب فرحمة الله واسعة وفضله تبارك وتعالى عظيم مع ذلك وهو الفائدة الخامسة شرع الله الأخذ بالأسباب وبين لعباده جل وعلا أن هناك طرائق للوصول إلى رحمته طرائق للوصول إلى فضله طرائق للوصول إلى مكاسب دينية ودنيوية وجعل الأخذ بالأسباب دلالة كمال عقل فقال جل وعلا في حق ذي القرنين (وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً)(سورة الكهف83: 84) ماذا صنع بتوفيقنا له قال ربنا (فَأَتْبَعَ سَبَباً)(سورة الكهف: 85) أخذ عليه السلام على القول بأنه نبي أخذ بالأسباب فمكن الله له ملك المشرق وملك المغرب ما أعظم مطلوب؟ الجنة ما سببها؟ الإيمان والعمل الصالح ما أعظم مطلوب في الآخرة قبل دخول الجنة؟ السقيا من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم ما سببه؟ السير على سنته والمضي على هديه قبل الحوض الكسوة يحب المرء أن يستر عورته كيف يتحقق ستر العورة ؟ يتحقق بالتقوى الله جل وعلا منّ على عباده بأنه أنزل عليهم لباساَ يواري سوءاتهم وريشا ثم قال تباركت أسمائه ( وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ )(سورة الأعراف: من الآية 26) نعم نحن تفضلنا عليكم بما يواري السوءات والعورات لكن ليس الشأن وإن كان حقاَ ستر العورات في الدنيا إنما الشأن ستر الفضائح في الآخرة ولا يسترها إلا الله ولا تستر إلا بتقواه ولهذا قال جل ذكره ( وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ )(سورة الأعراف: من الآية 26) وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف ربنا بقوله ( إن الله حيي ستير ) وعلى قدر ما ترى من عيوب الناس فتستر على قدر ما يستر الله جل وعلا عليك يوم العرض عليه المؤمن ينصح ولا يفضح المؤمن يحزن ولا يشمت المؤمن يغير المنكر و يأمر بالمعروف لا ينتقم من خصومه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المؤمن يخاف على نفسه قبل أن يخاف على غيره فإن أمر بمعروف أو نهى عن منكر أراد صلاح نفسه وإبراء الذمة ولم يرد أن يشمت بأحد أو أن يفضح مستور أو أن يعلن شيء قد خفي والمقصود أنه الله جل وعلا شرع الأسباب في الدنيا قد تضيق بالإنسان الحيل وقد يطلب منه أمر ولا مناص ولا وقت يكفيه أن يأخذ بالأسباب فيبحث كيف تتنزل رحمة الله ما تتنزل بشيء أعظم من الاستغفار قال الله جل وعلا عن نبيه صالح ( لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(سورة النمل: من الآية 46) فبين جل وعلا أن من أعظم أسباب نيل رحمته كثرة الاستغفار ثم بين تلميحا الإحسان إلى الناس وهذه ذكرها الله جل وعلا في سورة القصص قال (فَسَقَى لَهُمَا )(سورة القصص: من الآية 24) أي موسى للفتاتين ( ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)(سورة القصص: من الآية 24) وقد قال بعض أهل العلم إن الدين يمكن القول أنه مجموع على أمرين توحيد الله الإله الحق والإحسان إلى الخلق توحيد الله الإله الحق لا إله إلا هو و الإحسان إلى الخلق ولا ريب أن الإحسان إلى الخلق مما تستجلب به رحمة الله جل وعلا دل القرآن وهذه السادسة على أن الصدق مع الله هو المطية العظمى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ )(سورة الأنفال: من الآية 70) وفي سورة الفتح قال الله جل وعلا (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)(سورة الفتح: 18) الصدق مع الله أسمى المطالب التي يريدها العبد لنفسه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)(سورة التوبة: 119) وقد يقع من صادق النية خطأ وزلل فلا يلبث أن يتوب فيتوب الله عليه أما من ساءت نيته فوالله لن يستمر في الطريق الذي هو متظاهر به مهما بلغ قد يفضح عياذاَ بالله قبل الموت بلحظات وإن لم يفضح قبل الموت بلحظات يفضح عياذاَ بالله يوم العرض الأكبر وما اعتنى عاقل بشيء أعظم من اعتناءه بسريرته وقد جاء في بعض التفاسير عند قول الله جل وعلا (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ )(سورة النحل: من الآية 90)قالوا العدل أن يستوي سريرة الإنسان وعلانيته و الإحسان أن تكون سريرة الإنسان أعظم من علانيته وإن كان دون ذلك فرط القتاد ولا أظن أحداَ على الأرض اليوم يحملها اللهم إلا قليل نادر قد لا يعرفون ، والمقصود أن حسن الطوية الصدق مع الله تبارك وتعالى كمال السريرة من أعظم النور الذي بثه الله جل وعلا في كتابه حتى يتعظ به الناس ويأخذوه وينهلوا منه ويجعلوه طريقاَ إلى رحمة ربهم تبارك وتعالى يوم تبلى السرائر العباس بن عبد المطلبرضي الله تعالى عنه عم رسول الله أسر في بدر فكان يقول إنني مؤمن قبل أن أغزو يعني قبل أن آتي بدراً فنزلت هذه الآية في حقه وفي أمثاله فقال له صلى الله عليه وسلم لابد من الفداء ادعيت أنك مؤمن أو كذبت أو صدقت لابد من المال تدفعه ثم نخلي سبيلك فقبل فأنزل الله ( إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ )(سورة الأنفال: من الآية 70) فرجع إلى مكة وقد دفع ما دفع من أمواله رجاء أن يفك وفك أسره فلما رجع منّ الله عليه بالإسلام فيقول يحدث عن نفسه ما زال لي أكثر من عشرين مملوكا يتاجرون كل أحد منهم يأتيني بغلته وغلته كذا وكذا يعني كثير فصدقني الله لما صدقت معه ثم قال وبقيت الأخيرة وهي أني أرجوا ثواب الله تبارك وتعالى من نور القرآن أن الله بين أن الفواحش محرمة عظم الله جل وعلا إتيانها وأخبر أنها من أجل الحرمات لا القرب منها نظرا ولا القيام بها فعلا (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً)(سورة الإسراء: 32) ونزه الله جل وعلا ذاته العليّة أن يكون في دينه أو في كتابه أو في أمره شيئاَ من هذا (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا )(سورة الأعراف: من الآية 28) قال الله جل وعلا بعدها ( قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)(سورة الأعراف: من الآية 28) وقال جل وعلا وأخبر أنه نهى عن الفواحش كلها ما ظهر منها وما بطن فما ينبغي لمؤمن يعلم أن الله جل وعلا عظم الحرمات أن يأتي يوماَ من الدهر حرمة مؤمن أو مؤمنة يريد أن ينتهكها أعراض المسلمين لا يجوز لأحد البتة أن ينتهكها لا قولاَ ولا فعلاَ لا تصريحا ولا تلميحا والنبي صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته على ناقته في حجة الوداع يقول ( إن دمائكم وأموالكم و أعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ) نأتي للأصل الأول وهي قضية الرجعى ما الذي يدفع أحد من الناس ألا يبالي بأعراض المسلمين صغاراَ أو كباراَ رجالاَ أو نساءَ مع ما يشعر باللذة يشعر بالقدرة أن يصل إلى تلك الحرمات أن ينتهكها وإلى تلك الأعراض أن يخوض فيها ونسي أمرين أن قدرة الله عليه أعظم من قدرته على الوصول إلى ذلك ونسي أنه سيرجع إلى الله ونسي بينهما أن مكر الله أعظم من مكر بني آدم مكر الله أعظم من مكر بني آدم (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(سورة آل عمران: 54) (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) (سورة إبراهيم: 46) لو استصحب هذا أن الله قوي وقادر على أن يفضحه قبل أن يحقق مراده لما أقدم على ما هو عليه وليعلم كل أحد أن أي مظلوم والمقتول خاصة منصور من الله لكن الله جل وعلا لا يعجل فقد يستدرج الظالم ويمهل حتى ينزل عليه عياذاَ بالله سخط الله
(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (سورة هود: 102) في زماننا هذا لما شاع من التقنيات شاعت القدرة على الوصول إلى أعراض الناس فهذا يصور وتلك تسجل وهذا يبث وهذا يخفى وهذا يهدد به وهذا يعرض على الأقران وكل ذلك لما غاب عن الناس أن مكر الله جل وعلا أعظم من مكرهم الله جل وعلا يقول في الدماء (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً )(سورة النساء: من الآية 92) هذا نفي شرع لا نفي وجود لأنه ما زال في الناس أن مؤمناً يقتل مؤمناً خطأ لكن المعنى أن هذا لا يمكن أن يقع إلا خطأ وكذلك أعراض المسلمين وأموالهم لا ينبغي لمسلم أن يأتيها وفي الحديث القدسي ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ) من نور القرآن في هذا اللقاء المبارك أن الله جل وعلا وصى عباده جميعا بالصبر وبين لهم تبارك وتعالى أنه السبيل الأعظم لنيل أسمى المطالب ولا مطلب أعظم دنيوياً من الإمامة في الدين وقال الله جل وعلا عن نبيه يوسف وهو يخاطب إخوته ( إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)(سورة يوسف: من الآية 90) وقال جل وعلا (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ)(سورة السجدة: 24)فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين وثمة صبر فيما لا انفكاك عن الصبر عليه وهي الابتلاءات في الجسد أو في الولد وفي فقد المال لكن الصبر الحقيقي في الشيء الذي تقدر عليه ثم تصبر من أجل الله عن إتيانه تقدر على أن تصل إليه لكنك تصبر عنه إجلالاً لله أو شيئاً تصبر على وقوعه وأنت تقدر على ألا يقع هل الذين منذ أن يسمعوا المؤذن يذهبون إلى الصلاة خلت حياتهم من أعمال كلا هم وسائر الناس واحد لكنهم صبروا على ترك ما يشغلهم عن الله من أجل الله وهم قادرون على أن يأتوا متى شاءوا وعلى هذا قس أموراً كثيرة وهو ما يسميه العلماء صبر عن المعصية وصبر على الطاعة فهذا كله صبر به يوفى الإنسان يوم القيامة أجره قال الله جل وعلا ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)(سورة الزمر: من الآية 10) أنا لا ألتزم الترتيب في العرض ما يفيء الله نتكلم فيه دل القرآن على أن السجود لله أشرف أحوال العبد لا موضع يكون الإنسان فيه في ذروة الشرف أعظم من حال السجود ومن دلائل ذلك الأول أن الله ذكر السحرة من قوم فرعون كانوا أول النهار سحرة كفرة فجرة فلما رأوا ما ألقى موسى تيقنوا أن هذا ليس بسحر لأنهم أصحاب صنعة قال الله جل وعلا (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ *رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ)(سورة الشعراء46: 48) فلم يسناؤا من الدين إلا السجود وهم ليسوا من بني إسرائيل فلما توعدهم فرعون بما توعدهم به ثبتوا على الدين فرزقوا الثبات من الله بسجدة واحدة سجدوها لله قالوا (إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)(سورة طه: 73) وقالوا له ( فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)(سورة طه: من الآية 72) فأورثوا هذا كله من العلم والثبات على الدين بسجدة واحدة سجدوها لرب العالمين الأمر الثاني أن الله أراد أن يربي نبيه على التوكل فأراد أن يبين له ما يعينه على التوكل فذكر النبي أي الله في القرآن ذكر النبي في أشرف أحواله قال (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (سورة الشعراء217: 220) يظن من يظن إذا أقبل الصيف أنه في حاجة إلى أن يخرج إلى بارات غرب أو حانات شرق أو مواطن لهو فإذا رأى في الشاشات من يلهو ويعبث حوله المردان والنساء تمنى أن يكون بينهم ليقضي وطره وقد يتحقق له مقصوده لكن لا خير في لذة من بعدها سقر أين اللذة التي يشعر بها من كان على الفطرة والله يا أخي أشرف أحوالك عندما تكون في مسجد تسجد مع المسلمين أشرف أحوالك عندما تكون في بيت من بيوت الله تسجد مع المسلمين وأنت غادٍ إلى المسجد تخطك قدماك تأتيك من النزغات كلنا ذلك الرجل تأتيك من الوساوس تذكر قول الله (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)(سورة الشعراء 218 : 219) لو أنه قدر أن أحداً من الناس مات وهو ساجد هل أحد عاقل يعزي أهله يعزيهم نعم لأنه فقد لكن حتى أولياء الميت يشعرون بالفرحة مهما بلغوا من حزنهم على ميتهم أن من فقدوه مات وهو ساجد لله رب العالمين وقد كان بعض علمائنا من شنقيط في المدينة لكني لم أدركه رحمه الله كان يجلس الساعات الطوال في الحرم في الروضة أيام ما كان في الروضة أحد يزاحم فبعد صلاة العصر مات والله ما بين القبر والمنبر في الروضة لأنها ألفته أعواماً وقيل أنه مات في الصلاة نفسها لكنه والله في الروضة ما بين المنبر والمقام جمع أمرين نية وعمل، النية الصدق مع الله لو لم يكن كريما على الله ما مات هذه الميتة ترك بلاده وراءه وأقبل إلى بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك المجالس وفي كل بلد مجالس لهو وبقي في الروضة هذه الروضة حتى عمر رضي الله عنه وأرضاه لما أراد أن يتزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وقبل علي وأعطاه دخل على الصحابة على كبار الصحابة يخبرهم أني سأتزوج وهو عمر في إمرته في الستين فالفرح بالزواج أمر بدهي بشري فطري فأراد أن يخبر الصحابة كبار المهاجرين و الأنصار قطعاً أبو بكر قد مات أين وجدهم ؟وجدهم في الروضة أصحاب رسول الله كما تركهم رسول الله فئة على الثغور تجاهد وفئة في الروضة تصلي وتصوم فجاءهم في الروضة في صف المسجد وقال لهم أبشركم أنني تزوجت فباركوا لهم المقصود من هذا كله الكلام عن السجود قال الله جل وعلا (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)(سورة الشعراء: 219) ثم بين جل وعلا بإجماع المسلمين أن يوم القيامة ليس يوم تكليف لا يوجد فيه عبادة التكليف انتهى في الدنيا ومع ذلك يأمر الله أهل الموقف أن يسجدوا لكنه ليس سجود تكليف سجود ماذا سجود تمحيص حتى يتزيل أهل الحق عن أهل الباطل أهل الإيمان عن أهل الكفر قال أصدق القائلين (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) (سورة القلم42: 43) من أراد أن يسجد في ذلك الموقف يعان عليه ويقدر فليسجد اليوم في الدنيا وهو يقدر ألا يسجد الآن يقدر من لا يريد أن يسجد بقدر الله ألا يسجد لكن من سجد اليوم اختياراً سجد ذلك الموقف رحمة من الله جل وعلا وفضلاً ومن لم يسجد اليوم اختياراً عياذاً بالله فإنه لو أراد أن يسجد ذلك اليوم سيصبح ظهره عياذاً بالله طبقاً واحداً كما جاء في الحديث فالسجود لله جل وعلا نعمة وأي نعمه من نور القرآن الذي يستل ويؤخذ من نور القرآن الذي ينهل منه المؤمن أن الله جل وعلا قسم الناس وحقوقهم قال (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ )(سورة الإسراء: من الآية 26) وقال (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ ) (سورة لقمان: من الآية 14) فقدم الوالدين ثم ذوي القربى ثم المساكين من أهل بلدك ثم ابن السبيل وهو المسافر وهذا يدل على أن القرآن بين لأتباعه لمن يتلوه لمن يقرأه أن الإنسان يعلم أن هناك أدنى فأدنى وهناك أقرب فأقرب وليس من الدين إبعاد من قربه الله وتقريب من أخره الله ولكن الإنسان يأتي لهذه الأمور بحسب ما جاء في القرآن فلا حق يعدل حق الوالدين ثم حق القرابة ثم حق المساكين ثم حق ابن السبيل وهذا حق أموال وأما حق الفضل بحسب فضل ذلك الشخص عليك من دلائل القرآن وبدأت أختصر المقصود بث كثير من النور إن من رحمة الله أن الله ذكر إن الحسنات يذهبن السيئات لكن الله ما ذكر في القرآن أن السيئات يذهبن الحسنات الله ذكر في القرآن ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ )(سورة هود: من الآية 114) تكفرها تزيلها تمحوها لكن ما ذكر أن السيئات تذهب الحسنات ورد في الحديث الحسد هذا الموقف المجمل دلت عليه آية عظيمة وهو أن مسطح قريب أبي بكر كان أبو بكر ينفق عليه فلما وقع من مسطح ما وقع وهو مهاجر وبدري لما وقع منه ما وقع يوم أن كان ممن نقل ولو لم يعتقد خبر عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها وتبين الأمر بعد شهر وأنزل الله براءة عائشة أقسم أبو بكر ألا ينفق على مسطح عقاباً له على أنه خاض في حديث الإفك فأنزل رب العالمين (وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (سورة النور: من الآية 22) فسمى الله مسطحاً مهاجر أبقى على عمله قال العلماء إن ما جاء به مسطح ما ذكره مسطح من الكلام في عائشة يحط النجم من مكانه ومع ذلك حفظ الله جل وعلا لمسطح هجرته وعمله الصالح وسماه مهاجراً ولو كان شيئاً يحبط العمل غير الشرك لأحبطه صنيع مسطح في بيت أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها فلما حفظ الله لمسطح هجرته ونصرته لنبينا صلى الله عليه وسلم تبين لزاماً أن السيئات بحمد الله وفضله ورحمته لا تحبط الحسنات وهذه رحمة من الله تبارك وتعالى وفضل عظيم خاتمة المطاف أيها المباركون أن نختم قبل أن نستمع لأسئلتكم وسنترك وقتاً كبيراً للأسئلة لأنها هي التي تخبر عما يريد الناس أن يقولوه خاتمة المطاف ينتفع بالقرآن من سلم قلبه وآتاه الله جل وعلا فهماً أكبر كما قال الله في حق سليمان (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ) (سورة الأنبياء: من الآية 79) لكن أهل السنة رحمهم الله كان منهم أئمة جاءوا لهذا الكتاب المبين فسروه وقربوه للناس فالقراءة في كتب التفسير من أعظم ما ينفعك ويدلك على صراط الله المستقيم ثم إنني
أشكركم على حضوركم وخير الكلام ما كان قريباً إلى النفس من غير إطالة فإن طول الكلام ينسي بعضه بعضاً وكما قلت ما بقي من الوقت أجيب فيه عن الأسئلة والحمد لله رب العالمين .
شكر الله لشيخنا هذه الكلمات النيرات ونسأل الله عز وجل أن يجعل ما قاله في ميزان حسناته ويوفقنا وإياه إلى ما يحب ويرضى .
س/ شيخنا يسأل هذا السائل يقول أحسن الله إليكم نقرأ القرآن نظراً وغيباً فما نتأثر فما الطريق إلى التأثر بالقرآن ؟
هذا يطول شرحه لكن أحياناً يحبس الإنسان عن الفضل لمعصية ما زال متلبساً بها لم يدر في خلده أن يتوب منها كأنه بها فرح لا نقول أن ليس له معصية كلنا ذو خطأ لكن قد يكون بعض الناس متلبساً بمعصية لم يدر بخلده أن يتوب منها ما زال يكررها وأعظم الصوارف عن التأثر بالقرآن إما عقوق الوالدين و إما التعرض لأعراض الناس أو ظلمهم نسأل الله لنا ولكم العافية .
س/ شيخنا أحسن الله إليكم ذكر في القرآن الكثير من صفات عباد الرحمن لو تطرقنا لشيء قليل منها؟
هذه ظاهرة المعنى (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً)(سورة الفرقان: من الآية 63)(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (سورة المؤمنون1: 2) ولا ريب أن ما ذكرناه فيه شيء كثير من هذا فعباد الرحمن في جملتهم موحدون لربهم متبعون لهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم قائمون بالأعمال الصالحة يعرفون لكل مؤمن حقه وحرمته .
س/ يقول السائل أحسن الله إليكم في سورة النازعات لماذا قدم في الآية ( نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى) (سورة النازعات: من الآية 25) لماذا قدمت الآخرة على الأولى ؟
هذه ليست المقصود به نكال الآخرة الآخرة التي هي ضد الدنيا لا ليس هذا المقصود الله جل وعلا قال (فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى)(سورة النازعات23: 25) الآخرة يعني آخر ما صنع ببني إسرائيل لرده للآيات التي جاء بها موسى و الأولى أي أول ما صنع ببني إسرائيل فإن فرعون افترى على بني إسرائيل أعظم الفرية وعذبهم فقبل مبعث موسى كان يقتل أبنائهم ويستحيي نساءهم وبعد مبعث موسى حال بينهم وبين عبادة الله فالله جل وعلا يقول (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى) (سورة النازعات: 25) يعني بآخر عمله و بأول عمله وليس المقصود الدنيا والآخرة .
س/ أحسن الله إليكم شيخنا قال تعالى (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ) (سورة الشعراء: 224) هل هذا ينطبق على كل الشعراء؟
هذه سورة مكية الشعراء سورة مكية والآيات مكية وقد قال العلماء كالبخاري وغيره رحمهم الله جميعا أن الآية تقرأ كاملة الله قال(وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ)(سورة الشعراء244: 226) ثم جاء الاستثناء (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )(سورة الشعراء: من الآية 227) والمقصود من هذا في هذه الآيات أن الشعراء في الجاهلية كانوا يضربون في كل واد ويقولون الكذب ويفترونه ويمدحون من هو مذموم بمدح ليس فيه ويذمون بمن هو صاحب مدح فبين الله جل وعلا أن القرآن ما كان من الشعر في شيء وأن محمد صلى الله عليه وسلم ليس من الشعراء في شيء لأن شرف النبوة شرف الوحي في غنىً صاحبه عن الشعر كله لكن معلوم أنه قد كان في المدينة شعراء مسلمين مثل حسان رضي الله تعالى عنه وهو المعروف بشاعر النبي صلى الله عليه وسلم ولهو شعر ولعبد الله بن رواحه شعر ولكعب بن مالك شعر وكلهم شعراء وصحابة مسلمون أثنى النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً عليهم .
س/ أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ في أحد أوقات صلاة الجمعة صلى بنا الخطيب وقرأ سورة الليل فلما وصل آية (وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى) (سورة الليل: 3) قرأها ( والذكرِ والأنثى ) وبعد الصلاة قال إن هذه القراءة صحيحة ما رأيكم يا فضيلة الشيخ ؟
القراءة صحيحة وهي مبنية على أنها الذكرِ والأنثى بدل من كلمة (وَمَا خَلَقَ ) أنه جعل الواو واو قسم والمقسم به دائماً يكون مجروراً و إذا جعلنا المقسم به مجروراً وجعلنا ( الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى) بدلا من المقسم به صح جرهما لكن لا يحسن أن يقرأ بها إلا على من يعرفها يعني أخطأ في التوقيت ولم يخطأ في القراءة .
س/ شيخنا ذكرت يا شيخ أنه ما من نبي كان يعلم أنه سيبعث إذاً كيف قال عيسى ابن مريم في فهمه ( إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً) (سورة مريم: من الآية 30) ؟
عيسى مستثنى لأن هذا قاله في صباه فعيسى مستثنى من هذا العموم لأن كل الأنبياء نبئوا على رأس الأربعين على الغالب المشهور المعروف أما عيسى فإنه رفع وهو ثلاث وثلاثون سنة فهو مستثنىً من هذا العموم عليه السلام .
س/ تداهمني الوساوس أثناء قراءة القرآن فما الحل يا شيخنا ؟
استعذ بالله الله قال (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ )(سورة الأعراف: من الآية 200) و اقرأ معها كتب التفسير الموثوقة لعله ينجلي ما فيك من الوسوسة.
س/ هل نقبل من علماء المعتزلة في علم التفسير و الأصول مثل الكشاف و الإيمان ؟
يقبل منهم ما أحسنوا فيه كقولهم في مسائل اللغة لهم فيه باع ففي الكشاف أشياء قد لا توجد في غيره أما مسائل الاعتقاد فقطعاً لا يقبل منهم البتة .
س/ قال شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله في قوله تعالى ( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ )(سورة البقرة: من الآية 93) وعند قوله في قصة أصحاب السبت أن الإنسان قد تزين له المعصية ويجد في قلبه حبها فلو علقتم على هذه الفائدة ؟
كما قال شيخنا غفر الله له ورحمه إن الإنسان قد تزين له المعصية ويرزق حبها وهذا ظاهر في كثير من أهل المعاصي سواء من المعاصي التي في ظلال الشهوات أو في ظلال الشبهات فكم من إنسان من أهل الشهوات من كثرة حبه للمعصية لا يريد أن ينفك عنها وإن وعظته لم يتعظ وكذلك من المعاصي في الشبهات كل ما بينت له الحقائق و أقمت له الدليل إلا يزيغ ميمنة وميسرة لأنه يحب أن يبقى على ما هو فيه نسأل الله العافية .
س/ شيخنا انتشر في الآونة الأخيرة كثير من المجالس التي تكثر فيها الغيبة والنميمة فما العلاج يا شيخنا ؟
هو العلاج أن الصالحين يرفضون هذا في مجالسهم ويردون بقوة ويأبونه ولا يأذنون لأحد أن يغتاب في مجلسهم فلو وجد في كل مجلس من ينكر ويوقف ويمنع الناس من هذا قلت برحمة الله مجالس الغيبة .
س/ نود منكم يا شيخنا ذكر أمثلة ممن كانت له تجارة رابحة مع الله مما يرفع من الهمة ؟
هذا كثير مثال ما ذكروه عن رجل يقال له أبو عثمان نقصد بالتجارة الرابحة مع الله أن الإنسان يكون إما يملك سريرة وعمل وهو لا يعرف مكافئته فيأتيه الله جل وعلا بمكافئته فمثلاً أبو عثمان هذا قالوا إنه كان رجلاً صالحاً فجاءه رجل كبير و أنا قلت هذا في كثير من الأشرطة فقال له إني أريد أن أزوجك ابنتي فأبى عثمان توسم في الرجل الكبير الصدق والصلاح من أهل مسجده فقال قبلت فلما أدخل عليها أي الزوجة فإذا ما من عاهة إلا وهي فيها فقد كانت كذا و كذا و كذا وكذا مما لا يقبل في واحدة منها لا تقبل في المرأة فضلاً عن اجتماعها لكنه صبر إجلالاً لله لمـا؟ لأن المرأة مسكينة من فرحها به تعلقت به لأنها هي ترى نفسها وتراه فتعلقت به بشغف فخاف إن طلقها أن يكسر قلبها فأصبحت من شغفها به حتى إذا أراد أن يذهب إلى مجامع الناس تأبى حتى أصبحت تمنعه من الصلاة تخاف أنه إذا خرج ما عاد يعود وهو بالنسبة له لا يستطيع أن يحبها لأنها كانت كذا و كذا وكذا و كذا خِلقياً لكنه صبر خوفاً من أنه يكسر قلبها لا يريد أن يكون منه أذى لمسلم وهي على الذروة في تعلقها به طيل اليوم وهي تنظر إليه وتضمه ولا تريده أن يخرج وهو يرى فرحها به فأبقاها فبقيت عنده خمسة عشر عاماً ولم يأذن لأحد أن يزورها إلا أهلها الذين يعرفونها حتى لا يأتيه أحد ويقول له طلقها وهي تراه وهو انقطع عن الناس إلا عندها بعد خمسة عشر عاماً ماتت بقدرها بأجلها في تلك الخمسة عشر عاماً وبعدها أشرب الله جل وعلا حبه قلوب الناس فكان الناس يحبونه حباً عظيماً يعني أهل حيه أهل مسجده أهل بلدته فجاءه رجل يوماً من الدهر وقال يا أبى عثمان إني أرى الله قد ألقى لك محبة في قلوب العباد عظيمة فأسألك بالله إلا أخبرتني مما تظن ذلك فأخبره على ألا يخبر أحداً إلا بعد موته وقال له إن كانت لي زوجة هذا خبرها وقص عليه القصة كاملة هذه تجارة مع الله صحيح أنه لا يدعى لها كل أحد ليس لزاماً لكن هذا نوع من التجارة مع الله تبارك وتعالى الأسئلة تختلف و الظروف تتغير و الأحوال تتبدل وأنت و ذكاؤك وطريقتك في التجارة مع الله أنت أعلم بمن حولك أنت أعلم بحال والديك أعلم بحال زوجتك أعلم بحال أبناءك أعلم بحال جيرانك أعلم بحال رئيسك في العمل أعلم بحال موظفيك لن تعدم أن تجد طريقاً من خلال تعاملك مع هؤلاء تتاجر فيه مع رب العالمين جل جلاله يظن الناس أن العلم طريقه الأوحد الكتب والجلوس على يد المشايخ هذا أعظم الطريق نعم لكن ثمة أشياء خفية يعرفها العقلاء الذين يعرفون كيف يتاجرون مع الله جل وعلا سآتي لك بمثل بسيط و أنت قيس على بدهائك رجل عنده موعد مع ذي سلطان لأمر مهم عظيم الموعد مثلاً اليوم الأحد الموعد الأحد القادم ثق إن أراد الله بك خيراً قبل هذا اليوم قبل الأحد يبعث الله إليك عبداً مستضعفاً من عباده مردود بالأبواب ليختبرك فيه فيأتي إنسان من شغفه أنه سيدخل على ذوي الجاه لا يرى هؤلاء شيئاً حتى إذا جاء ابنه وقال في واحد كذا كذا عند الباب قال احنا فاضيين يوم الأحد عندنا موعد مع فلان ما عاد أرى هؤلاء الناس ما عاد أشوف ذولي قفلوا الباب و قولوا فلان موفيه وهو المسكين لا يدري أن هذا طريق إلى أن يفتح لك الباب الآخر لأن قلبك وقلب هذا الذي على الباب و قلب هذا الوجيه كلها بيد الله فإن عرف أن هذا سبيل إلى استدراج رحمة الله أكرم هذا لعلمه أن قلب هذا الذي سيذهب إليه بيد الله وأن الله وصاه بهذا الذي على الباب فإن أكرمت الذي على الباب لأن الله وصاك به فالله قادر على أن يفتح لك باب لا تستطيع أنت أن تفتحه إلا بقدر الله هذا أنموذج وأنت افقه كل شيء لا يعقل أن معلمة تأتي تتسلط على طالبة من طالباتها الليل والنهار تؤذيها أو تعيرها وتريد أن تعيش مع زوجها مع بناتها مع أولادها بمالها عيشة سوية محال أقسم بالله محال لا يمكن أن يقع لكن النفس لا تربط ما بين أحوالها مع الغير وكيف تتنـزل رحمة الله جل وعلا عليها إنما تستدرج رحمة الله بالإحسان إلى الضعفاء تنصرون بضعفائكم ينصر الإنسان بالضعفاء الإقبال على من يوصد في وجوههم الأبواب هو الذي يفتح لك هذا مثال يفتح لك أبواب الخير والمقصود عموماً التجارة مع الله كل من غلب على ظنك أن ليس له نصير إلا الله فانصره أعيد "كل من غلب على ظنك أن ليس له نصير إلا الله فانصره "نأتي بمثال لو فرضنا جدلاً جاء أحد الناس فقير جداً وله حاجة ملحة وأنت تعرفه لأن الزمان اختلف جاء يقترض منك مال وأنت لا تملك مالاً تقرضه ليس عندك مال تقرضه يعني طلب مثلاً عشرة آلاف ريال وأنت على الحقيقة ما عندك عشرة آلاف ريال فجاء يقترض هذا المبلغ فاقترضته من غير أن تخبره لأجله فإن جاء أحد من الناس قال يا أخي الله ما كلفك ما عندك عشرة آلاف ريال وصح أنت ما عند عشرة آلاف ريال لكن فيه فرق هذا المسكين لا يجد أحداً يقرضه لكن أنت لوجاهتك المئات يقرضونك فأنت أعطيته لأنك تعلم أن هذا ليس له نصير إلا الله كلما عظمت نصرتك لمن ليس له نصير إلا الله فتح الله لك أبوابه وهذه والله من أعظم وأجل التجارة مع الله رب العالمين وبابها واسع لا يمكن أن أحدده لكن أنا أعطيك معالم عامه على هذا الأمر كيف تصل إليها كيف تتاجر مع رب العالمين جل جلاله .
س/ شيخنا يقول قال الله تعالى في الإسراء (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً)(سورة الإسراء: 58) ما المقصود بالآية ؟
هذه الآية في سورة الإسراء كما قال الله جل وعلا (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً)(سورة الإسراء: 58)الهلاك الأول المراد به فناء الناس والتعذيب الشديد هذا لأهل المعاصي هذا المراد من الآية ( كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً) (سورة الإسراء: من الآية 58) أي قضى الله جل وعلا أن أحداً لا يبقى ولا يدوم فإما أن يهلك موت رحمة وإما أن يعذب إذا كان هناك ذنب لكن الله جل وعلا قال مثلاً في الأعراف (تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا )(سورة الأعراف: من الآية 101) أول الآية من أنباءها المقصود أن الله ذكر أمم ثم ذكر أن هذه الأمم كلها أبيدت ثم قال (وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ)(سورة الأعراف: 102) ثم أخبر بأنه بعث موسى لما لم يدخل موسى معهم ؟ لأن موسى أمته لم تستأصل أبقاها الله وأما الأمم السابقة لم يبقي الله منها أحداً فذكرها الله جل وعلا جملة .
س/ يقول أحسن الله إليكم قال تعالى في سورة العنكبوت وعلى لسان إبراهيم عليه السلام (إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً ) (سورة العنكبوت: من الآية 17) ما المراد بتخلقون إفكا ؟
تخلقون هنا بمعنى تقدرون وهذه اللفظة عربية يعني لو تعطيني ورقة مثلاُ العرب يسموها الآن باللغة العامة تفصيل يعني لو جاء إنسان مفصل ثوب جعل هذا أكمام وهذا أسفل الثوب وهذا جيب هذا التفصيل في لغة العرب كان يسمى خلق فقول الله جل وعلا ( وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً ) أي تأتون بأصنامكم وتجعلونها على هيئة تأتون بالحجارة و الأشجار فتجع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نــور القــرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نجوم الونشريس :: قسم الاسلاميات :: القران الكريم-
انتقل الى: