منتدى نجوم الونشريس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نجوم الونشريس

يحتوي على كل شيء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مواعظ المفسرين (7/12)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
SILLA*14*

SILLA*14*


عدد المساهمات : 83
تاريخ التسجيل : 31/05/2011
العمر : 27
الموقع : في دارنا

مواعظ المفسرين (7/12) Empty
مُساهمةموضوع: مواعظ المفسرين (7/12)   مواعظ المفسرين (7/12) Icon_minitimeالجمعة يونيو 03, 2011 8:42 pm

بسم الله الرحمن الرحيم



مواعظ المفسرين (7)

قال العلامة الطاهر ابن عاشور : في تفسيره لقول الله تعالى :

"فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ"

[عبس : 33-37].

(وكون أقرب الناس للإِنسان يفرّ منهم يقتضي هولَ ذلك اليوم بحيث إذا رأى ما يحل من العذاب بأقرب الناس إليه توهم أن الفرار منه يُنْجِيه من الوقوع في مثله،

إذ قد علم أنه كان مماثلاً لهم فيما ارتكبوه من الأعمال،

فذكرت هنا أصنافٌ من القرابة،

فإن القرابة آصرة تكون لها في النفس معزة وحرص على سلامة صاحبها وكرامته. والألف يحدث في النفس حرصاً على الملازمة والمقارنة.

وكلا هذين الوجدانين يصد صاحبه عن المفارقة فما ظنك بهول يغْشَى على هذين الوجدانين فلا يَترك لهما مجالاً في النفس.

ورتبت أصناف القرابة في الآية حسب الصعود من الصنف إلى من هو أقوى منه تدرجاً في تهويل ذلك اليوم.

فابتدئ بالأخ لشدة اتصاله بأخيه من زمن الصبا فينشأ بذلك إلف بينهما يستمر طول الحياة، ثم ارتُقي من الأخ إلى الأبوين وهما أشد قرباً لابْنيهما،

وقدمت الأم في الذكر لأن إلْفَ ابنها بها أقوى منه بأبيه وللرعي على الفاصلة،

وانتقل إلى الزوجة والبنين وهما مُجتمع عائلة الإِنسان وأشد الناس قرباً به وملازمة.

وأطنب بتعداد هؤلاء الأقرباء دون أن يقال:

يوم يفر المرء من أقرب قرابته مثلاً لإحضار صورة الهول في نفس السامع.

وكل من هؤلاء القرابة إذا قدرتَه هو الفارّ كان مَن ذُكر معه مفروراً منه، إلا قولَه:

(وصاحبته) لظهور أن معناه: والمرأةِ من صاحبها ، ففيه اكتفاء،

وإنما ذُكرتْ بوصف الصاحبة الدال على القرب والملازمة دون وصف الزوج لأن المرأة قد تكون غير حسنة العشرة لزوجها فلا يكون فراره منها كناية عن شدة الهول فذكر بوصف الصاحبة.

والأقرب أن هذا فرار المؤمن من قرابته المشركين خشية أن يؤاخذ بتبعتهم إذ بَقوا على الكفر.

وتعليق جار الأقرباء بفعل: (يفر المرء) يقتضي أنهم قد وقعوا في عذاب يخشون تعديه إلى من يتصل بهم.

وقد اجتمع في قوله:

(يوم يفر المرء من أخيه) إلى آخره أبلغ ما يفيد هول ذلك اليوم بحيث لا يترك هوله للمرء بقية

من رشده فإن نفس الفرار للخائف مسبة فيما تعارفوه لدلالته على جبن صاحبه وهم يتعيرون بالجبن وكونَه يترك أعز الأعزة عليه مسبة عظمى)(1) انتهى.

________________________________

(1) "التحرير والتنوير" (30/119) .

مواعظ المفسرين (7/12) 472116518
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مواعظ المفسرين (7/12)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نجوم الونشريس :: قسم الاسلاميات :: القران الكريم-
انتقل الى: